علي مقهي “الحالمون بالغد”
تكلم حتي أراك
كمان وكمان
«في البدء كانت الكلمة»
و يقول الحكيم سقراط ” تكلم حتي أراك “.
ويقول الامام علي بن أبي طالب “تكلموا حتي تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه” .
إن الأفكار، ما لم تُوثق، لم تُوجد؛ لذلك أحرص على نَشْر أفكاري، وتوثيق مواقفي؛ لعلَّ فيها فائدة لشباب وطني وأولادي.
أعتقد أنه على القارئ أن يعرف نبذةً عن تركيبة الكاتب، أي كاتب، النَّفسيَّة والعقلية، وهل يربط الأفكار والمبادئ لديه نسيجٌ واحد؟ ولو كان، فما هي ركائزه التي يُبني عليها هذا التَّناسُق وهو ما يظهر من استدامة عرض أفكاره .
التَّاريخ يقول إن صاحب الفكرة الجديدة قد يُعتبر مُجرِمًا في إطار ثقافي مُتزمِّت، حتى يُكتب لفكرته النجاح فيصبح للفكرة ألف أب.
ويقول ابن رشد إن الأفكار لها أجنحة، ولا يمكن كبح جماح انتشارها، حتى لو أحرقنا الكُتُب التي احتوتها، أو قَتَلنا الإنسان الذي ابتكرها.
وأقول :قد لا أقتنع بفكرة، ولكني لا أخاصم المفكِّر، وأعجبني قول جاليليو: “من السَّهل أن تفهم أي حقيقة بعد اكتشافها، لكن الفكرة في اكتشافها”.
قد يموت شخصٌ، وقد تنهض الأُمَم أو تتقوَّض، لكن الفكرة تستمرُّ في الحياة؛ فالأفكار لا تنتهي صلاحيتها إن كانت تستطيع مواجهة ما يقال عنه ثوابت ،
فقوة الفكرة في استيلائها علي الوجدان، وتكرارها في الأذهان، والعصر الحديث يشهد علوماً لفعل ذلك، وخلق حقائق ليس لها برهان ولا تتمتع بصفات الصلاحية رغم انتشارها.
ومن هذا المنطلق جمع شباب الحالمين بالغد للمرة الثانية ، بعضاً من كلامي من قناعاتي وقد تكون مندمجة بأفكار من أثّروا في وجداني وأقوله وأكتبه ، وتناقشنا حوله، وهذا بعضاً مما جمعوه حتي تروني :
– إن كانت الخريطة خاطئة، فمهما كانت مهارة السائق، وكفاءة السيارة، وتوافر النية الطيبة، ومهما كان الحماس في الأداء.. فإننا لن نصل إلى العنوان.
– إننى قد أختلف معك في أمر ولكن سأدافع عـــن حقــك في التفكيــر والتعبيــر.. هذا هو مبدئي.
قد أعتـــرض على عمـــوم ما تفعــل، ولكن إذا أنجـــزت شيئـــا مفيدا سأشيد به .. هذا هو مسلكي.
الناس تغيظهم المزايا التي تنفرد بها ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا.. إنهم يكرهون منك ما يصغرهم لا ما يصغرك.
– «لستُ أخافُ على المصلح عدوًا أكثر مما أخافُ عليه الرأى العام، فإن للجمهور على النفوس سطوةً قاهرة، قلما يقاومها إلا أشد الناس بأسًا وأصدقهم عزمًا، وأقواهم عارضة..».. ( مستوحاه من طه حسين)
– رسالتي للشباب في مرحلة الانتقال من المدرسة للجامعة: لا توجد كليات قمة وقاع ، أنت تصنع نفسك ولا تصنعك وظيفتك. تَعلم اللغات، كن رقمياً عقلاً ووجداناً، اجعل لنفسك عمقاً ثقافياً، تَعلم كيف تقدم نفسك للآخرين وارفع قدراتك في التعامل، فوظائف اليوم ليست هي وظائف الغد. كن مستعداً بمرونة لتعلم الجديد.
– احتياجنا الحقيقي لتحقيق طفرة في حكم البلاد ورفاهة الشعب وحريته له عقل ، هو نظام الحكم السياسي ، وله جناحان هما تحقيق العدالة ، و التنمية الإنسانية المستدامة ومدخلها التعليم والمعرفة. فاعلية هاتين تجعل كل شىء ممكنًا اقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيًا.
– الديمقراطية فوضى دون حكم القانون والتطبيق الناجز له، والفوضى تؤدي إلى ضرورة الحكم الديكتاتوري بهدف توفير الأمان والاستقرار. من وجهة نظر الحاكم هو يقوم بواجبه تجاه شعبه، ولكن مهما كانت النية طيبة فلابد من تداول السلطة لاستدامة التطبيق.
-المعتقدات لا تغير الحقائق، لكن إن كنت عاقلًا فالحقائق يجب أن تغير معتقداتك».
– لا تشتكِ من القليل؛ فإن العدم أقل منه. ولا تمشِ في الأرض مختالًا بما لديك، فغيرك يتمنى- ولو جزءًا من مثله-
– أنا رجل چيناتي متفائلة، وأرى النور وسط الظلام وأرى الجمال حولي و أنتقيه، وأرى في الناس أفضل ما فيهم. تركيبتي الإنسانية تحب البناء ومساعدة الآخرين وليس الهدم والرفض عمال علي بطال. وأحب بلدي وأحب الناس وأرى أفضالهم وقدراتهم الكامنة.
– إننا يجب أن نبني على أكتاف ما يتحقق، وليس على رفات ما نهدم.
– شبابنا أفضل مما تظنون ، في كل مكان أذهب إليه، أرى شبابًا مبهرًا إيجابيًا وجادًا، في المدارس وفي أفقر الأماكن ،شىء مفرح. لا تأخذوا الأمثلة السيئة و تعمموها، بل انظروا إلى أفضل ما فيهم ليرتفعوا إلى مستوى حسن الظن بهم.
المتطرف هو كل من يظن أن الصواب من وجهة نظره مطلق، وأن ما يعتقده هو الصحيح الأوحد. ويصبح متسلطاً إذا أقصى كل من له رأى مختلف، ويصبح مجرماً إذا قتل كل من يختلف معه، ويصبح إرهابياً إذا قتل كل الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم ليوصل رسالته ويفرض طريقته ويمنع وجود غيره.
-إن الفقر ليس وضعا اقتصاديٍّا فقط، إنه مرض،يجعل الإنسان يتصرف بفقر، ويُفكر بفقر، أفكار تؤدي إلى فقر أكثر واحتياج للغير أكثر، بمعنًى آخر هو مرض يُصيب الاقتصاد ويصيب العقول ويُصيب الخيال أيضاً.
– تداول السلطة السلمي هو وحده الذي يتيح للأوطان البناء فوق البناء، ويستفيد من تراكم الخبرات، ولا يبدأ كل حكم جديد من أول وجديد.
الحضارة يبنيها الأحرار وليس العبيد، وفكرة أن في الأزمات وأثناء تعرض الدولة للخطر لا وقت للحوار، ولا الاستماع إلى الرأي الآخر هي التي أوصلتنا لهزيمة ٦٧ واغتيال أنور السادات بين جنوده، وسقوط حسني مبارك وهو يملك كل الخيوط، وسقوط الإخوان وهم متغلغلون في أوصال الدولة ، علينا ان نتعلم من التاريخ.
– رؤية مصر 2030 في التعليم (التي لا يذكرها الكثيرين ) ، تتلخص في أن يكون التعليم متاحاً للجميع دون تمييز، بجودة عالية في إطار نظام مؤسسي كفء، عادل، مستدام، ومرن يرتكز على المتعلم والمعلم الممكنين تكنولوجيا ورقمياً وبناء شخصية الطالب من خلال المعايشة في المؤسسة التعليمية بالرياضة والفن والموسيقي وخدمة المجتمع المحيط ورفع القدرة التنافسية لشبابنا.
-القيم ليست شعارات تُرفع وإنما قناعات تُترجَم من خلال تصرفاتنا وسلوكنا وتعاملنا مع الآخرين، هي مبادئ متضمنة في أفعالنا وعلاقاتنا. القيم لا تُدرس بمنهج دين مفروض ولكن بممارسة داخل المؤسسة التعليمية والإعلام والفن والثقافة.
-إدراج مادة التربية الدينية كمادة أساسية في تقييم الطلاب قد يؤدي إلى انقسامات مجتمعية، خاصة إذا تم احتساب درجاتها ضمن المجموع المؤهل للتعليم العالي. بدلاً من ذلك، يمكن التركيز على تعليم القيم والأخلاق من خلال مواد مثل الفلسفة والمنطق، والتي يمكن أن تعزز الوعي الأخلاقي بطريقة شاملة وعابرة للأديان.
-التعليم حق يكفله الدستور للجميع وليس خدمة بمقابل٠
-المدرسة هي وحدة التعليم الأساسية، والمعلم هو خليتها الحية، وإدارتها جهازها العصبي، وأي تطوير لابد وأن يعتمد على إعداد المعلم، حيث إنه صانع التطوير الأول، ووسيلته، ولابد من إعادة النظر في أحواله الاجتماعية والمادية والعمل على رفع مكانته الأدبية في المجتمع.”
– فلسفة التعليم الأساسي ليست مجرد تعليم مبادئ القراءة والكتابة، بل هي بناء الأساس الفكري والإنساني للفرد ليصبح جزءًا من مجتمع عالمي يعزز القيم الإنسانية والتنمية المستدامة.
فلسفة التعلم هي البحث والوصول الي الحقيقة والبرهان، بالشك وليس تصديق ما ليس له برهان، والتصديق بالإقناع، والتشجيع على الاختلاف في الرأي طالما في إطار الاحترام المدعم بمنهجية علمية..
المدارس في مصر هي مصانعنا لإنتاج المواطن الكفء المنافس الذي يرفع قيمة وطننا، فإذا استمر المصنع في العمل بنفس الطريقة، فسنحصل على نفس الخسارة سنة بعد سنة وجيل بعد جيل… موادنا الخام هم الشباب والأطفال وهم من أجود الأنواع ومماثلون لأقرانهم في بلاد العالم، ولكننا قررنا عبر الخمسين سنة الماضية أن يكون مدرسونا ومسؤولو التعليم هم الأقل كفاءة والأدنى أجراً.
إن الجامعات تُبنى على محورين : أحدهما ينتقل من التركيز على الوجود المباشر (احتياجات الرفاهة) إلى الواقع الجديد (الدعوة للبحث عن الحقيقة) والأخر ينتقل من المعارضة (الجانب الانتقادي) إلى الموافقة (جانب الالتزام ومساهمة المؤسسة في الإنتاجية الاجتماعية). وتؤدي الجهود المبذولة لتحقيق الاتساق ما بين تلك الوظائف دائماً إلى البحث عن وحدة الهدف كما يظهر في كلمة -uni verstas – نفسها.
تعد عملية التحديث هي الوظيفة المنوطة بها الجامعات في كل المجتمعات . وحتى يتسنى لنا تعريف الحداثة وفهم مضامينها المؤدية إلى التغير الاجتماعي والتطور العلمي ينبغي للجامعات بوصفها من المؤسسات الضرورية للأمة ولبنة للتطور الثقافي أن تقوم بمسح البيئة التي تنشأ فيها وأن تدرك تعقيدات التغيير المحتملة وهذا يعني:
الحرية الأكاديمية.
الاستقلالية المؤسسية.
ويفرض هذا توافر المساءلة
