الجمعة , 21 فبراير 2025
الرئيسية / صحافة / حالة حوار: بدراوى وتعارض المصالح د. عمرو عبد السميع

حالة حوار: بدراوى وتعارض المصالح د. عمرو عبد السميع

هناك لجنة لاختيار القيادات الجامعية بالمجلس الأعلى للجامعات، تضع التقييمات الخاصة باختيار أفضل المرشحين لرئاسة الجامعات المصرية.وأخيرا قرأت أن الدكتور حسام بدراوى الكادر السياسى والتعليمى والطبى المعروف تنحى عن عضوية هذه اللجنة لقرابته بأحد المرشحين وذلك ابتعادا عن شبهة «تعارض المصالح».

برافو دكتور بدراوى.. ولكن ترسيخ هذا المبدأ يحتاج منا إلى وقفة، فقد غاب الالتزام بمبدأ تعارض المصالح فى الكثير من مؤسسات الدولة المصرية وصارت قوة الوجود فى مراكز السلطة وسيلة لدعم نفوذ الأقارب أو أفضلياتهم للتصعيد والترقية، وهذا يجافى المنطق السائد فى معظم بلاد العالم، وقد رأينا ـ أخيرا ـ فى الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيين روبرت موللر قاضيا خاصا فى موضوع الصلات التى ربطت بين حملة ترامب وروسيا اقتضى منه أن يستقيل من مكتب المحاماة الخاص الذى يعمل فيه حتى يقدر على مزاولة عمله باستقلالية.وغير تلك الحالة هناك عشرات من الحالات فى كل دول العالم الديمقراطية التى تقوم على مبدأ سيادة القانون تؤكد أن «تعارض المصالح» يقضى على الحيدة.الدكتور حسام بدراوى تنحى عن عضوية لجنة اختيارات القيادات الجامعية لقرابته بأحد المرشحين، ولكن هناك فى هذا الركن أو ذاك فى أروقة العمل الحكومى أنواع أخرى من «المصالح» بينها وبعض الاختيارات والتعيينات «تعارض» ومع ذلك لا يفعل أحد مثلما فعل الدكتور حسام بدراوي. لا يوجد التزام بأعراف أو تقاليد أو قوانين مستقرة يجعل من تصرف الدكتور بدراوى نموذجا متكررا.

هناك علاقات شخصية وزيجات تتم بين رجال ونساء فى موضع السلطة السابقة أو الحالية، وهى ـ قطعا ـ تؤثر على سلامة واستقلالية قرارات وتوجهات ومقاصد ومع ذلك يتشاغل أصحاب تلك الحالات عن ذلك أو يجتهدون ـ إذا أمكن ـ فى إخفائها والتمويه عليها، فى حين يتشح رؤساؤهم «بالكسوف» ويخجلون من إثارة مثل تلك الموضوعات، لقد كان أحد أبرز الانتقادات التى وُجهت للنظام ما قبل عملية يناير 2011 هو «زواج المال بالسلطة»، ويجب ألا يكون «تعارض المصالح» أحد المآخذ على الإدارة الحالية.

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *