الأربعاء , 19 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / حسام بدراوي يكتب: رؤية مستقبل مصر السياسي
Screenshot

حسام بدراوي يكتب: رؤية مستقبل مصر السياسي

حسام بدراوي يكتب: رؤية مستقبل مصر السياسي:
مقدمة من الدكتور حسام بدراوي، مستشار رؤية 2030 للحوار الوطني، إلى اللجنة السياسية.
لم تتناول وثيقة رؤية مصر 2030 الجانب السياسي لإدارة البلاد، ولم تضع له استراتيجية مستقبلية أو توقيتات. إذ أعتقد، بخبرتي، أن الحوار الوطني هو حوار سياسي من الدرجة الأولى، فمن الضروري أن تتوفر الإرادة لمراجعة مواد الدستور والالتزام بفلسفته، لأنه الوثيقة المرجعية التي يجب أن تحكم حوارنا.
لقد أنقذ جيش مصر البلاد من حكم فاشيستي تحت عباءة دينية كان سيُطبق على رقاب المصريين وعقولهم.
طريق مستدام للتنمية في مصر:
وتكمن المهمة الحالية للحكم في تأسيس طريق مستدام للتنمية في مصر العظيمة، ليس اعتمادًا على فرد، بل على نظام مستدام يقوم على تداول السلطة بإرادة حرة للناخبين، واحترام توازن القوى داخل المجتمع المصري.
وربما يتركز الاهتمام الأكبر للمواطن الآن على فاعلية الحكم، أي قدرة النظام على الإنجاز والاستجابة لمطالب المواطن، بغض النظر عن الفكرة الأيديولوجية التي يتبناها أي نظام.
إن تحقيق أعلى فاعلية للحكم يتطلب وصول الأكفأ إلى مقاعد الحكم من خلال نظام يتيح ذلك، ويرتبط أيضًا بوجود نظام رقابة ومساءلة مستقل للسلطة التنفيذية، وتحديد فترات زمنية للحكم لضمان التجديد في الفكر وحيوية الأداء.
سياسيًا، يجب التركيز على العناصر التالية:
فاعلية الحكم.
كفاءة الحكام.
الرقابة والمساءلة المستقلة عن السلطة التنفيذية.
نظام عدالة مستقل وفعّال (الثورة الحقيقية يجب أن تبدأ هنا).
نظام تعليم وثقافة يمكّن المواطنين من بناء قدراتهم ليختاروا الأفضل.
الالتزام بتطبيق فلسفة الدستور ومواده، وتوفير حقوق المواطنين.
رؤية مستقبل مصر السياسي:
في رؤيتنا لمستقبل سياسي يضمن استدامة التنمية، نسعى إلى مبادرات تحقق أحلامنا بجمهورية مدنية حديثة، تحقق توازنًا بين القوى الحقيقية على أرض الواقع.
مبادرات لا تحرم البلاد من إمكاناتها الإنسانية أو مؤسساتها الوطنية الفاعلة، وتمنح الحرية مكانها واحترامها من خلال ضبط العدالة الناجزة التي تحول دون الفوضى أو التلاعب الانتقائي بالقانون.
ينبغي أن تُتاح للشعب حرية الاختيار وحسن اختيار ممثليه في البرلمان، على أن تتمتع القوات المسلحة بدورها في حماية استقلال مصر من أي عدوان، والحفاظ على الشعب والدستور عند الحاجة.
ولا يجب أن توضع القوات المسلحة المصرية سياسيا أمام مسؤولية تحدى التنمية.
لا يجب أن تصبح القوات المسلحة هي المسؤولة أمام الشعب عن الأوضاع السياسية أو الاقتصادية ، وعلينا الحفاظ على دورها في الحفاظ على استقلالية مصر ضد أي عدوان، وعلى حماية الشعب والدستور عند الاحتياج.
قواعد الدولة المدنية:
لذلك فلابد من إيجاد صيغة جديدة تحترم توازن القوى ولكن لا تهدر قواعد الدولة المدنية وهذا ما يجب أن يسعى إليه كل أصحاب المصلحة في المجتمع، والكتابة حوله بلا حساسية ولا خوف.
إننا نعتقد أن نظام الحكم الرئاسي، الذي يتولى فيه الرئيس المنتخب سلطات واسعة للحكم، هو النظام الأمثل لمصر، بل هو الواقع السياسي منذ عام 1952 رغم أننا ندًعي غير ذلك.
ولكن هذا النظام يؤدي إلى الاستبداد بالسلطة ما لم يكن محدد المدة بمدتين على الأكثر لا تزيد عن اثنى عشر سنة، هو ما يؤكد عليه الدستور، ويكون ذلك اختيارا دستورياً غير قابل للتعديل من أي سلطة حاكمة لصالح بقائها.
إننا يجب أن نحافظ على استدامة الحكم في البلاد وقدرته بدون ثورات مما سيستلزم تغيير شكل البرلمان القادم لإعادة ثقة المجتمع في قدرته علي محاسبة السلطة التنفيذية في اطار يبني ولا يهدم.
إن أفضل ضمان لاستدامة أمان الدولة هو الإيمان بأن ذلك لا يحدث إلا بحياة سياسية فيها حرية في اطار القانون

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠