علي مقهي الحالمون بالغد
حوارات مع الشباب
بقلم
حسام بدراوي
دار حوار مع الحالمين
١_ المعركة بين الخير والشر
سألني الشباب حول موقف المنظمات الدولية من القضية الفلسطينية وعدم جدواها وأنهم فقدوا الثقة فيها …
قلت : أخشي الخلط بين معاني القيم الانسانية وهدف المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونسكو ومحكمة العدل الدولية ، ورؤية وفلسفة انشاءها وبين تصرفات من يملك زمام الحكم والقوة والسلاح في العالم باسمها الآن ،فيُخلق لدينا ولدي اطفالنا وأجيالنا القادمة وجدان سلبي تجاه معاني جميلة ومحترمة لأننا نعيش لقطة تاريخية متدنية يتم فيها هذا النفاق بين المعني والفعل.
أري أن علينا أن ندافع عن القيم وأن نستعيد المؤسسات المعبرة عنها لأن المعركة هي بين الخير والشر وأحد أهداف الشر هو الاستيلاء علي هذه المؤسسات وتحويلها الي مؤسسات منافقة لمعاني وجودها وتحوير معاني القيم مثل حقوق الانسان وحقوق الطفل والتسامح والتعاطف والمحبة والعدل والعدالة وغيرها حتي يمكن قتلها في النفوس فينتصر الشيطان ونحن نساعده بدون أن ندري.
كل إنسان بداخله خير وعلينا أن نبحث عن أفضل ما فينا وعلي أجمل ما في الانسانية وأن نسعي إلي الخير فينا والا فعلي البشرية السلام
٢ـ في الخيانة
لا تستنزفوا ود الطيبيين ؛فإن في غضبهم ما لا تقدرون علي احتوائه
تُعرف الخيانة ، بعدم الوفاء بالعهود أو طعن من أحسن اليك لمصلحة لحظية او للحصول علي مغنم ، أو ادعاء أستمرار الولاء لاقتناص فرصة شخصية.
إن الضرر الذي ينتج عن ذلك يكون كبيرًا لأنه يهدم الثقة والأمان فيمن تراعيهم وتحبهم ومن ساعدتهم وقد يفقد الكثيرين تراجع الثقة فيهم شكاً بعد جلاء رؤية الخيانه.
الخائن لا يضر نفسه فقط ولكن يضر كل من حولة بحرمانهم من مودة وعطف ورعاية كانوا يحصلون عليها ممن تأذي من خيانة صديق او رب العمل او مثل أعلي.
الخيانة هي انتهاك الولاء أو الثقة بشخص أو مجموعة أو مؤسسة و يمكن أن تتجلى الخيانة في العديد من الأشكال، بما في ذلك الخيانة العاطفية والخيانة المهنية والخيانة السياسية والخيانة العملية والخيانه الشخصية .
يمكن أن تؤدي الخيانة إلى مشاعر عميقة من الألم والغضب والارتباك و تآكل الثقة ليس فقط في الخائن ولكن في الآخرين أيضًا.والخيانة لها تأثيرات نفسية طويلة الأمد وقد تؤدي إلي صعوبة تكوين علاقات جديدة.
إن التعامل مع الخيانة والاعتراف بحدوثها أمر صعب لكنه مهم وذوي النفوس السوية والعقول الراجحة هم من يتفهمون العملية المعقدة للمسامحة بدون فقدان للذاكرة وكيف يمكن أن تؤدي إلى الشفاء أو تكرار الوقوع في نفس الخطأ
لابد أن هناك دروس مستفادة من الخيانة فقد تؤدي إلى التأمل الذاتي والنمو الشخصي، و إعادة تقييم العلاقات و الفرصة لإعادة تقييم وتقوية العلاقات الأخرى بقواعد مختلفة.
و أهمية وضع حدود صحية لمنع الخيانات المستقبلية.
إن علينا التأمل في الطبيعة المزدوجة للخيانة فبينما يمكن أن تسبب الألم، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى النمو وفهم أعمق للذات والآخرين.
سئل تولوستوي: هل يمكنك مسامحة من خانوك؟
اجاب: ان من يخونوك كأنهم قطعوا ذراعيك ، تستطيع مسامحتهم ولكن لا تستطيع عناقهم
٣-حول حقوق المرأة
سألتني احدي مريضاتي عن الرابط بينين المجتمع والمرأه في العموم الذي تتغلب فيه نزعات الذكوره ويتهم المرأه في كل الأحوال حتي لو كانت مغتصبه ومنتهكه حقوقها
وبين الرجل والمرأة في الخصوص لتعرضها لانقلاب حال زوجها بعد طول سنين وعشرة وزواج انتهي بطلاق وتحملها اعباء طفلها ومصاريف مدرستة وتربيتة بعدما غاب الاب بندالة وخسة عن مسئولياتة حسب معيار مستواهم الاجتماعية الثقافي … ووجدتني افكر حقيقة ،.
ما هو الرابط بين المجتمع والمرأه سوي ثقافه تحترم الحقوق وتعترف ان مصر أم الدنيا في تعريفها هي إمرأه
ما هو الرابط بين الرجل والمرأة في الخصوص سوي الكلمة؟
وهل منع واقع ان صوت المرأه هو الأعلي في لحظات تغيير المجتمع، وان المرأه تعول ٢٠ بالمائه من اسر المجتمع، وأنها الأم والأخت والزوجه والإبنه ، هل منع ذلك المجتمع من انتهاك حقوقها والضغط عليها وإذلالها احيانا
هل منع رابط الزواج الرجال من ترك زوجاتهم أو التجني عليهن أو حرمانهن ؟
هل منع رابط الخلفة ووجود ابن أو ابنة بين الرجل والمرأة من تعدي عليها أو إهدار لحقوقها؟
الرابط هو الالتزام المشترك ، هو كلمة، وشرف واخلاق.
لا ورقة تفرق ولا شهود يغيرون شيئا ، ولا زواج ولا طلاق ولا عيال
ولا عشرة سنين
كل هذا لم يمنع رجال من التخلي والهروب والتدني في معاملة المرأة. بالرغم من تدينهم بل بستخدمون ادوات تأويل الدين والقانون لإذلال زوجاتهم .
وبما ان الطبيعة البشرية متأثرة بعادات تحكم الرجل في المرأه فإن ما يحمي المرأة في مجتمعاتنا التي تدعي الإسلام وهو برئ منها ، يحمي المرأة واحدة من ثلاث أوأكثر، تجعل الرجل أكثر التزاما بالكلمة والشرف والمجتمع اكثر احتراما لها
عائلة متماسكة لها يعلم الكل أنها تقف وراء حق ابنتها ،أو ثروة تجعلها قادرة علي الاستقلال عند اللزوم، أو مكانة ووظيفة وحاضر ومستقبل في عمل يتيح للمرأة حرية اتخاذ القرار بدون الخوف من المذلة والاحتياج.
والثالثة هي أهمهم فلا يجب ان تتخلي المرأة عن عملها ولا مستقبلها المهني والوظيفي مهما كانت الظروف. وطريق المرأة لبناء مستقبلها وضمان حريتها والحفاظ علي كرامتها هو التعليم المحترم. وخروجا من الخصوص الي العموم، فإن
كل تقاريرالتنميه المستدامة تقول إن تعليم المرأه هو أساس التنميه،وعموده الفقري.
فيا كل ام وكل اب وكل راعي لاسرتة تعليم ابنتك قد يكون هو الفرصة الأكيدة لحمايتها في المستقبل ، وتمكينها من الإيمان بحريتها ، ومنع انتهاك حقوقها . وقد يكون الفرصه الأكيده لتنميه بلادنا
استطيع أن أفهم منطق الخناقة حول ملابس المرأة علي اعتبار أن دنيانا هي دنيا الذكور فقط والإناث فيها وجدوا لمتعتهم (اي ان ٥٠٪ من البشرية وجدت لمتعة ال٥٠٪ الاخري ذات العضلات والقوة البدنية)
وحتي إذا أخذنا بهذا الحق المتعصب المُغتَصب للذكور ، فقد حاولت أن اجد سبباً يجعل ذكراً ينظر لجسم لاعبة جمباز او سباحة تلبس المايوه نظرة جنسية شهوانية ، فلم أجد سوي أن يكون ذلك سببه عدم نضج قشرة المخ الخارجية التي تتحكم في شهواته the cortex.
من يري جنساً وشهوة في بطلات الرياضة وهن يتنافسن هو ذكر مريض ويحتاج للعلاج.
القضية ليست في ملابسهن ، بل في الناظر اليها ..
قصدت أن أقول ذكوراً وإناثاً لأن هناك خلطا بين الرجولة التي هي وصف لمعاني الشهامة والشجاعة والإقدام والمسئولية والأخلاق،امام الذكورة التي هي اشارة الي اعضاء تناسلية وهرمون التسترون الذي يحرك هذا الكائن البشري.
فلنكن رجالاً لأن هذا هو التحضر الذي يحترم الآخر ويتحكم في نفسه.
٤ـ في الصداقة
سألتني ابنتي لماذا أقدر الصداقة وأعلوا يها كقيمة إنسانية مثل الأخوة
فقلت لها: الصّداقة اختيار و كلّها محبّةٌ وسكينة نفسٍ… الجميل في الصّداقة أنّ لا لوم فيها وما من حاجةٍ لتبرير فعلٍ أو غيابٍ، ويمكن الشّراكة فيها، ولا تستوجب إرضاء الصّديق، بل أن تكون كما أنت.…
في الصّداقة، الزّمن نسبيٌّ. فقد تمرّ سنون وتقابل صديق أو صديقةً وكأنّه الأمس القريب. في الصّداقة بهجةٌ دون تكلفةٍ، وسندٌ دون ثمنٍ، وحضنٌ وصدرٌ حنونٌ لحظة الحاجة إليهما… أصل الصّداقة صدقٌ في الإحساس والتّعبير، فلا حاجة لسواه. في الصّداقة ثقةٌ لا تختبر في كلّ لقطةٍ، وحبٌّ لا يدخل امتحانًا لأنّه لا يحتاج شهادةً لإثباته..
قدّر محبّة الصّداقة وبهجتها، ومعزّة الصّداقة ودوامها