الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / بعد 25 يناير / د. حسام يكتب … كيف تنهض الامم؟

د. حسام يكتب … كيف تنهض الامم؟

كيف تنهض الامم؟
النهاردة قرأت ان صادرات الهند من برامج الكمبيوتر تعدت 156 مليار دولار سنويا .. (يعنى قد دخل قناة السويس 25 مرة !! )
هل تعلم ان كل ده بفضل راجل واحد بيفهم !! .. نعم مجرد راجل واحد عنده رؤية وفكر .. راجل واحد بيفهم انقذ مئات الملايين من الفقر ..
خلينى احكى لكم القصة .. لعل وعسى حد يسمع ويفهم ويقلد ..
= حتى عام ١٩٩٨ كانت الهند تعانى زينا من الفقر والامراض والجهل .. وكان حلم كل شبابها يهاجروا بره ..
وقتها الدكتور مهندس “باليغا” الذي كان شغال رئيس لمؤسسة تطوير الإلكترونيات الحكومية قال (ليه نخلى اولادنا يهاجروا للشركات الاجنبية .. ما نخلى الشركات الاجنبية هي اللى تهاجر عندنا .. تعالوا نعمل مدينة إلكترونية لصناعة تقنية المعلومات) ..
مش مجرد يافطة ولقطة فنكوشية … لا .. الراجل كان عنده خطة حقيقية على مدى ١٠ سنوات لتعليم وتأهيل مليون طالب لتكنولوجيا المعلومات..
= الحكومة وثقت فى باليغا واعطته صلاحيات كاملة .. وخصصوا له منطقة كبيرة فى جنوب مدينة بنجالور الفقيرة لتنفيذ “مجمع المدينة”.. الراجل عمل ٧ معاهد تكنولوجية متطورة الحق بها ٥٠ الف طالب متفوق فى اول سنة ..
اعطى لكل طالب لابتوب وخط نت مجانا .. بعث ٢٤٠٠ طالب متفوق منهم يتعلموا فى امريكا وانجلترا والمانيا .. اللى رجعوا منهم علموا الباقيين .. واللى استقر فى الخارج بقى يزور مجمع المدينه كل كام شهر وينقل خبراته .. وعشان يشجع الشركات الاجنبية تيجى عنده .. منحهم الارض مجانا وكمان اعفاهم من الضرائب بشرط يشغلوا الف هندي فى كل شركة.. زار بنفسه كل الشركات العالمية الكبرى وعرض عليهم كل المزايا دي.
= نجح المشروع وانتقلت له اكبر 103 شركة تكنولوجية عالمية ( مثل فيربو، هيوليت باكرد، موتورولا، إنفوسيس، سيمنز، آي تي ، ساتيم).. وقام الهنود اتعلموا منهم وانشاؤا حوالي 1500 شركة هندية خالصة لعمل البرامج والكوول سنتر.
= قررت الحكومة الهندية انشاء ثلاث مدن اليكترونية فى مدن هندية اخرى.
الآن مدينة بنجالور وحدها تصدر برامج وخدمات تكنولوجية ب ٣٣ مليار دولار (صادرات مصر كلها من كل شئ فقط ٢٨ مليار دولار) .. مع ان عدد السكان فى مدينة بنجالور تضاعف ٤ مرات فى اخر ٢٠ سنة من ٣ مليون الى ١١ مليون نسمة الا ان متوسط دخل الفرد زاد ١١ مرة … واصبحت بنجالور مدينة عصرية حديثة جدا.
= لم يقف طموح الهند على ذاك فهى الان تدرب نحو 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات البلازما والنانو والخلايا الجذعية وكل المجالات الحديثة فى العالم لتلحق بركب التطور.
= مفيش طريق تانى للنهوض سوى التعليم .. ده اللى عملته المانيا واليابان فى الستينات واللى عملته الصين فى السبعينات واللى عملته النمور الاسيوية فى الثمانيات واللى عملته تركيا والبرازيل والهند سنة ٢٠٠٠ وتبعتهم اثيوبيا ورواندا فى ٢٠١٠ … وكل الدول دى نهضت فى اقل من ١٠ سنوات من اصلاح التعليم … اللهم بلغت اللهم فاشهد. ..

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠