الخميس , 20 فبراير 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / روزاليوسف 2005 – التغيير

روزاليوسف 2005 – التغيير

 

التغيير

بقلم د حسام بدراوي
روزاليوسف 2/10/2005

إن العمل السياسي في المرحلة القادمة يحتاج بالإضافة إلي التغييرات الهيكلية في الأحزاب تغييرات في ثقافة العمل السياسي … فالأفكار التقليدية للمؤامرات السياسية والإيمان الراسخ لدي الكثير من العاملين في هذا الحقل أنه لا مانع في السياسة من الكذب أو خيانة الوعد أو أن المصلحة تقتضي احياناَ التعدي علي المباديء … كلها أفكار بالية قد إنتهي وقتها ولا يعني كلامي كما سيخطر علي بال بعض القراء – سذاجة في التعامل السياسي لأن ذلك هو محور التغيير الواجب في المرحلة القادمة ، فكما حدث في الإقتصاد وبين مؤسسات الأعمال وفي قطاعات أخري كثيرة وبين الدول علي كافة المستويات فإن التنافس بين الأفراد داخل الحزب الواحد أو في المجتمع والتنافس بين الأحزاب وبعضها داخل الدولة وبين السياسيين علي كسب أصوات المواطنين ، ليس مجالاَ مفتوحاَ بلا قواعد أو تنافس بلا مواثيق للشرف …او أن اعتبار الأساليب الخبيثة غير الشريفة ذكاء سياسياَ لمجرد أنه في النهاية يحقق الهدف ، وتصبح الوسيلة – ميكافيليا – مهما خرجت عن هذه المواثيق أمراَ مقبولاَ ومعترفا به .

لا وألف لا .. إن العمل السياسي والتنافسي فيه له قواعد ، وعليه قيود ومثله مثل أي عمل آخر تحكمه قواعد ومعايير وهناك مؤشرات لقياس جودته ، لذلك فإن دعوتنا من خلال موجة الإصلاح السياسي التي آراها ترتفع ، لما فيه مصلحة الوطن أن نحرر أنفسنا من ثقافة نشرناها بين الناس وأيدناها بتصرفات السياسيين عبر السنين … ونعلم ونؤكد أن الكذب والإلتواء والدسائس والغش وعدم إحترام العهد والخروج عن الشرف والتزوير والرشوة والبلطجة لا علاقة له بالسياسة ولكنه يرتبط بالساسة وإن الإصلاح السياسي يجب أن يشمل هذه الثقافة وعلينا أن نرفضها ونرفض من يمارسها لنخلق مناخاَ جديداَ من التنافس السياسي بمعايير حاكمة ونعطي لأجيالنا القادمة أملاَ ونموذجاَ جديداَ لمن يتولون المناصب السياسية .

إن المصداقية في العمل السياسي ترتبط بالأفراد والمؤسسات السياسية ، ولا ننتظر من المجتمع المشاركة الإيجابية بدون تغيير في شكل من يمثلونهم سياسياَ وإعطائهم مثلاَ في مكافحة الفساد السياسي وإغلاق منابعه ، بتغيير هذه الثقافة التي إعتاد عليها السياسيون لفترة طويلة … ولا يجب أن نستخدم هذه المعاني بلا مضمون … لأن المصداقية والشفافية والنزاهة والشرف لا يمكن فصلها عن الأفراد والمؤسسات التي ننادي بها

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *