الجمعة , 29 نوفمبر 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ – تعليق علي بيان ‎

علي مقهي “الحالمون بالغد”‏ – تعليق علي بيان ‎

تعليق علي بيان
إجتمع القادة العرب والمسلمين والقي كل منهم خطابه ، وأصدروا بياناً علينا أن نقرأه بتأني . هذا في عالمنا العربي والاسلامي ، أما في الدول الأخري فقد قامت المظاهرات والمسيرات ، بل عَبّرت الشعوب عن رفضها العدوان علي الشعب الفلسطيني والعقاب الجماعي القاسي الشرير علي مواطنين أبرياء.
في بلادنا الاسلامية والعربية إجتمع الرؤساء والملوك والملالي وفي الغرب إجتمعت الشعوب بمئات الالاف …حكامهم يزودون اسرائيل بالسلاح وزعمائنا يزودون الفلسطينيين بالكلام. شعوبهم تخرج بالمظاهرات وشعوبنا لا تستطيع التجمع ولا التظاهر للأسف.
أعود الي البيان الذي صدر وبه واحد وثلاثون قراراً وهو في رأيي جيد و أقوي من كلمات الرؤساء والملوك ولكن التحدي هو كيفية تنفيذ قراراته.
هناك عدد من النقاط استوقفتني وهي كالتالي:-
1- إعادة ذكر الدولة الفلسطينية ذات السيادة علي خطوط 3 يونيو 67، حيث أننا بذلك نذكر العالم أن هناك قرارات من الأمم المتحدة أخذت ووافق عليها العالم في وقتها ويجب أن نتذكره ولا ننساه.
2-مطالبة مجلس الأمن بإتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح زمام سلطة الإحتلال التي تنتهك القانون، ونحن من هذا المنطلق نرجع الأمور إلي القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية ..
3- مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر لسلطات الإحتلال ، وكنت أتمني ذكر الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ،
وكنت أتمني كذلكً منع أي عدوان أمريكي من القواعد الموجودة في الدول العربية.
4-الطلب الذي وجه إلي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق فى جرائم الحرب والجرائم الإنسانية التي ترتكبها سلطة الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني .. طلب ملزم من الناحية الإنسانية أولاً، وأنه عندما يُطلب من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق فهذا بمثابة بلاغ بحدوث جريمة يتحتم عليها التحقيق فيها وإلا فقدت مصداقيتها و وجودها، وأؤكد أن أي إجراء تتخذه المحكمة بعد ذلك فهو أمر مشروع ولكن يجب أن يسبقه التحقيق أولاً.
5- التوصية بإنشاء وحدتي رصد قانونيتين متخصصتين لتوثيق الجرائم والحقيقة جيد، لأن من يوثق الأحداث اليوم هي السوشيال ميديا، فإذا وُجدت رغبة حقيقية لثوثيق حقيقة الأحداث فهذه رغبة محمودة.
6 -تكليف وزراء خارجية المملكة والأردن ومصر وتركيا وقطر ومن يحب أن ينضم، أن من كانوا يضعون حدوداً للدولة الإسرائيلية هم مصر وسوريا والعراق ، فالعراق تم غزوها وقتل ما يقرب من مليون وسوريا تم تقسيمها وإقحام داعش بداخلها
ولا ننسي أن قرار ترامب بأن الجولان ليست منطقة محتلة قرار مفزع ولا أحد منا اليوم يتحدث عن الجولان بتاتا.
لقد سمعت من أصدقاء فلسطينين أن هناك ما يقرب من 800 ألف إسرائيلي متعصب أستوطنوا للضفة الغربية أي ما يقرب من نفس تعداد الفلسطينيين المحيطين بهم، فمن لديه القدرة لإخراج هؤلاء الآن حيث أن أن ما يقع اليوم هو فرض لأمر واقع. أننا نتحدث اليوم عن حل الدولتين وهو أمر اصبح مستحيلا لأنه في ظل عدم توازن القوي المطلق ستسيطر الدولة الأقوي وتتحول الدولة الأضعف لدولة ذليلة ثم بعد ذلك يتم الزحف عليها شيئاً فشئ حتي يتم إلتهامها بالكامل وتدور الأيام وينسي الجميع ويتبقي الدمار بكافة ألوانه وصوره.
أما أن تتجمع الدولتين في دولة واحدة فإنني أري أن الصهاينة لن يقبلوا بذلك لأني لم أري أي دولة بها هذا القدر من التعصب بين الأجناس مثل دولة إسرائيل.
لاحظت أن البيان يذكر في قراره رقم 24 التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
وتعليقي يشمل اولاً: ان كل البيان لم يذكر حماس ولا جناحها العسكري و أتصور حدوث جدل حول ذلك حيث أن قطر وايران حاضنين رئيسيين لحماس وممولين بالمال والسلاح.
ثانيا : أن هناك محاولة اعادة الحياة الي منظمة التحرير لتكون هي المفاوض علي طاولة المفاوضات التي لابد وستلي انتهاء هذه المجزرة والعدوان.
أما من الناحية السياسية فاسرائيل و العالم لم يستمع ولم يتفاعل مع المفاوضين الفلسطينيين الذين أخذوا منهجاً سلمياً وحضارياً سابقاً ، والحقيقة أن إسرائيل أعطت شرعية لكل من يمثل العنف والتطرف وهنا ظهرت حماس لانها علي الأقل قامت بفعل شئ ، قد نختلف وقد لا نتفق حول من يمولهم ومن يساعدهم ويساندهم منذ بداية تكوينهم وعلي حقيقة اهدافهم ولكن حماس واسرائيل يتكلمون لغة واحده ويفهمون بعضهما جيداً. لغة التطرف والعنف.
عندي شخصياً موقف من حماس بعدما رأيت وقرأت دلائل تآمرهم مع جماعة الإخوان المسلمين اثناء ٢٠١١ بهدف خلق الفوضي في مصر ولكني لن استطيع اغفال ان القضية الفلسطينية لن تكون هي هي بعد ٧ اكتوبر بفضل ما قاموا به.
ويتبقي حقيقة مؤكده هي حقوق شعب أُغتيل وانتُهكت حقوقة ودُمرت أُسره والعالم الغربي يتفرج عليه بازدواج للمعايير واختلال للمثُل والمبادئ التي ينادي بها ،ولكي يُقنع أجياله الجديدة يكذب ويقلب الحقائق فيصبح الجاني مجنياً عليه والمُنتهكة حقوقه إرهابياً.
وأعود وأكرر قول بن جوريون واحد من أهم مؤسسي المشروع الإجرامي لإسرائيل من النيل الي الفرات عندما أكد أنهم سيحققون حلمهم ليس بتفوقهم ولكن لغباء الدول العربية وفشلهم ..
البند رقم ٦ في بيان الدول العربية والاسلامية
يقول : كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية واسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تساؤلي هو الفرض علي من؟؟؟ اسرائيل لن نستطيع الفرض عليها فهل هذا فرضاً علي مصر ام هي صياغة غير دقيقة.
شاهدت امس خطابا لترامب ومناظرة مع مرشحي الحزب الديمقراطي وتباري الجميع في ادانة المقاومة الفلسطينية بلا تردد وتأييد اسرائيل بلا سقف بل ومطالبتها بالقضاء علي المقاومة نهائيا ، ولم أجد تعبيراً أبلغ من أن هناك مأساة يعاني منها البشر علي الكرة الأرضية وهي أن اسرائيل تتحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشكل،
انه شئ حقير ومتدني وعمي
عن الحقيقة وازدواج معايير لم أري مثله ..
واشنطن هي من خلقت القاعدة لتهدد بها الاتحاد السوفيتي ثم أنفقت المليارات لتقضي عليها بعد ذلك ، وهم من خلق طالبان وأنفقوا تريليونات الدولارات وتركوهم يحكمون افغانستان حكماً دينياً متشددا بل وتركوا لهم الساح الذي يهددون به شعبهم ، وهم من خلق داعش باعتراف رئيسهم السابق ترامب علناً ، وهم مع المخابرات البريطانية من خلق الاخوان المسلمين من اول حسن البنا الي سيد قطب الي مرسي و مكنوهم من حكم مصر لولا چينات حضارة باقية في وجدان المصريين ، وبريطانيا الدولة المحتلة لفلسطين هي من خلق اسرائيل التي اصبحت تتحكم فيهم ويومها آتٍ ، لم أري في التاريخ من هم أكثر شراً ولا أدني إنسانية …
وأعلم انهم واسرائيل ساهموا في خلق حماس ليقتلوا منظمة التحرير، ويعانون من حدتهم الآن …
كلهم نصابين والشعب الفلسطيني والشعوب العربية هي ضحية كل هذه الشرور بل أضيف أن الشعب الأمريكي هو أيضاً يعاني من حكوماته وسيكتشفون ذلك إن عاجلاً أم آجلاً … .
أيها السادة : العالم الغربي سواء في الشرق الأوسط أو افريقيا يستخدم حكوماتنا ويفرقنا ويسود ويستغل ثرواتنا عبر ثلاثة قرون من الزمن ونحن لم نفيق بعد.
الوطن العربي والاسلامي مريض مزمن بالجهل والتبذير والتفاهة والانشقاق ، نملك الثروة ولا نستغلها ويصير الحكام جيلا بعد جيل بيادق في يد أصحاب السلاح والمؤسسات المالية وأجهزة المخابرات التي تجعل من القادة عملاء.
و الكيان الاسرائيلي مريض نفسي بالتعصب وانعدام الانسانية ويعاني من عقدة القهر تاريخياً ولا يمانع من سحق المختلف عنه بمذابح وقتل عرقي ، إنه كيان شرير عبر التاريخ.
و لكن السؤال هو أياً منهما عنده مقومات الشفاء و البقاء…. ؟
أعتقد عندنا فرصة أفضل للشفاء لو اخترنا الاكفأ لقيادة بلادنا. وحولنا الجهل الي المعرفة.
فرصة شفائهم شبه معدومة ، الحل عندنا وليس عندهم ،
الحل في مصر وعند مصر لو صلحت أمورها وفي جيل جديد في السعودية اذا لم يسقطها الغرب في إستكمال مشروعه للتحكم في الثروات .
الحل في التعليم والمعرفة والعدالة والحكم الرشيد لنغير ما بأنفسنا لنستطيع تغيير حياتنا.
التحدي عندنا ، في داخل بلادنا ، وليس في قضية فلسطين فقط.
May be an image of 1 person and text

التعليقات

التعليقات